بسم الله الرحمن الرحيم ،
لقد اطلعت على ما يسطره جعفر مرتضى العاملي في كتبه التي ما زالت تتوالى طباعتها وإصداراتها ، وكلها أوهام وتشويه للإسلام ولتاريخ المسلمين خاصة .
وقد وجدته يذكر في مصنفاته آراء وأقوالاً ما أنزل الله بها من سلطان ، ووجدت الساحة الفكرية خالية من كتاب يتناول آراء الرجل فيفندها ويكشف عوارها ويبين شذوذها ، ولعل من أبرز أوهامه التي ينبغي الوقوف عندها وبيان عوارها وزيفها : ادعاءه أن فاطمة (رضي الله عنها) هي الابنة الوحيدة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وأن زينب ورقية وأم كلثوم لسن بنات الرسول (صلى الله عليه وسلم) وإنما هن ربائبه .
وهذا القول ذكره جعفر مرتضى العاملي في كتابه “الصحيح من سيرة النبي الأعظم” ، وقد طبع الكتاب طبعة قديمة في مجلدات ثلاث كبار ، ثم أعيد طبعه في حوالي عشرة مجلدات أصغر حجماً وهو يحاول في كتابه هذا – كما يدعي – تنقية التاريخ الإسلامي من شوائبه وإعادة صياغته ، وواقع الأمر أنه يشوه التاريخ الإسلامي تشويهاً ، وله في المجال ذات كتاب “دراسات في التاريخ الإسلامي” ؛ ثم هو بعد ذلك صنّف في تلك الدعوى كتاباً منفصلاً تحت عنوان “بنات النبي أم ربائبه” .
وليس المراد من هذا البحث الرد على جعفر مرتضى العاملي بعينه ، ولكن القصد إظهار الحق وبيانه ، وكشف الأوهام لكل قارئ منصف ؛ وإلا لو كان قصدنا الرد على جعفر مرتضى العاملي لاحتاج الأمر منا لمجلدات لكثرة ما توهمه ، خاصة في كتابه “الصحيح من سيرة النبي الأعظم” ، ومن هذه الأوهام التي ذكرها :
– أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) تزوج خديجة بكراً لا ثيباً
– أن فاطمة الزهراء (رضي الله عنها) لم تدفن في البقيع ، وإنما دفنت في حجرتها ، وأن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) دفن في حجرة ابنته فاطمة لا في حجرة الصديقة بنت الصديق (رضي الله عنهما)
وغير ذلك من افتراءات مما لا ينبغي الالتفات إليها . على أنني – إن شاء الله – ملتزم بأدب الحوار ، معتذر ابتداء عن كل ما يرد مني من تقصير في لفظ أو عبارة .
والله أسأل أن يعينني على صعاب الأمور ، وأن يتقبل مني عملي هذا ، ويربيه لي ، ويجعله في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون ؛ إنه نعم المولى ونعم النصير .
لتنزيل الكتيب :