لعل من المسائل التي حارت فيها العقول وتاهت فيها المقاصد ، وصرفت عن ظاهرها وأسبابها : مسألة “صلح الإمام الحسن مع معاوية (رضي الله عنهما)” . فقد اختلفت نظرة الناس إلى هذه القضية كلاً وفقاً لمشربه ومذهبه ، حتى أخرج البعض غايات هذا الصلح عن حقيقته ، الأمر الذي يتعارض مع ما جاء عن النبي (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) كعلم من أعلام النبوة في قصة هذا الصلح على يد الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما) ؛ الأمر الذي تحقق ووقع كما قال (صلى الله عليه وعلى آله وسلم) .
ونحن في هذا البحث الموجز لا نزعم أننا أتينا بجديد ، ولكن سلطنا بعض الضوء على بعض الوجوه التي غُيبت عمداً من الذين تتعارض حقائقها مع مقاصدهم ، وحاولنا الجمع بين مقاصد الكل قدر الإمكان ، لنضع صورة نراها واضحة لقصة هذا الصلح ، وكل ذلك في إطار الالتزام بالإيجاز ، وبعيداً عن التأويلات الفلسفية والتكلفات البعيدة والتي تتعارض وأبجديات الفهم الصحيح والفطرة السليمة في تناول هذه القضايا . وقد دعّمنا هذا البحث بنصوص من كتب الفريقين ، فهذا أبلغ في تحقيق المراد وبيان المقصود من هذه المسألة .
لتصفح الكتاب : اضغط هنا
لتحميل الكتاب : اضغط هنا