بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين ، وبعد :
فإن من عرف هذه الدنيا على حقيقتها : علم انها دار المصائب والشرور ، وليس فيها لذة على الحقيقة ، لكنها مشوبة بالكدر ، وعمارتها – وإن حسنت صورتها – فهي خراب . لذلك ، فإن العبد في هذه الدار لا يستغني عن الصبر في أي حال من أحواله ، فإنه بين أمر يجب عليه امتثاله ، فلا بد من الصبر عليه ، وبين نهي يجب عليه اجتنابه ، فلا بد له من الصبر عنه ، وبين قضاء فيه بلية يجب الصبر عليه . وإذا كانت هذه الأحوال لا تفارقه ، فالصبر لازم له إلى الممات . قال (سبحانه وتعالى) : {لقد خلقنا الإنسان في كبد} . فهو يكابد مضايق الدنيا ، وشدائد الآخرة .
ومنزلة الصبر من أعظم المنازل التي حض عليها الإسلام ، وجعل الله جزاءها من أعظم الجزاء ، وهو من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد .
والصبر صفة كريمة وعاقبته حميدة ، والصابرون يأخذون أجرهم بغير حساب ، كما قال (سبحانه) : {إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب} . وقال (صلى الله عليه وسلم) : “والصلاة نور ، والصدقة برهان ، والصبر ضياء” .
تابع القراءة عبر إنزال مطوية “الإفادة فيما ورد من النهي عن النياحة”