سلسلة : مقالات إسلامية منهجية…
(1)
(علماءٌ على خطى آل البيت ساروا)
(1) شيخ الإسلام إبن تيمة رحمه الله.
السير الأول : (لا تكفر من كفّرك) من غير دليل أو ضابط شرعي.
أن مسألة التكفير ليست مسألة تبادل ألفاظ، أي بمعنى إذا كفرتني كفرتك، كلا. فمسألة التكفير لها ضابط شرعي يضبط به الإنسان نفسه من الإنفلات غير الضابط بضابط الشرع في إصدار الأحكام أوالتسرع في الحكم على الآخرين من دون أن يقوم عليه دليل صريح من الكتاب والسنة لا يحتمل فيه التأويل.
وخير مثال على ذلك أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، فإنه لم يكفّر من كفره من الخوارج الحرورية، ولم يبادلهم بالمثل، بدليل أنه لم يسبي نسائهم، ولا شك أن هذا نابع من الضابط للنفس بضابط الشرع وأيما ضابط !.
وهذا لا يُستغرب صدوره عن مثل أمير المؤمنين علي رضي عنه، ولا عن مثل من جاء من بعده ممن سار على خطاه من أهل العلم من مثل شيخ الإسلام إبن تيمة رحمه الله. لأنه من يربي نفسه على كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ويزكيها على ضوئهما حق التربية والتزكية المراد منه شرعاً، ويغرس بذرة الإتباع في نفسه فإنه حتماً سيحصد هذا الحصاد النبوي العلوي، ألا وهو ضبط النفس وعدم الإنفلات من دون دليل أو ضابط شرعي يضبط بها المرء نفسه في مسألة التكفير وغيرها من المسائل.
لذا رأينا شيخ الإسلام إبن تيمة رحمه الله الذي ربى نفسه وزكّاها على كتاب الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم يسير على خطى أمير المؤمنين علي رضي الله عنه فيقول : “ولا تزني بأهل من زنى بأهلك ولا تكفّر من كفّرك”.
إذاً المسألة كما سبق ليست مسألة تبادل ألفاظ بمعنى إذا كفّرتني كفّرتك، كلا.
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : “أيما امرئ قال لأخيه : يا كافر فقد باء بها أحدهما إن كان كما قال وإلا رجعت عليه”.
فأين نحن من هذا المنهج في مسألة التكفير هنا الذي سار عليه أهل البيت والصحابة ومنهم أمير المؤمنين علي رضي الله عنهم أجمعين، وسار عليه من بعده أهل العلم ومنهم شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله.
… نعم أين نحن؟
قسم الدراسات والبحوث – جمعية الآل والأصحاب
3/ ربيع الأول/1439هـ الموافق 21/11/2017م