لعل من المسائل التي غفل عنها كثير من المسلمين تذكر سير الصالحين من جيل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين وما يقتضيه من محبة وقربة إلى الله عز وجل من خلال تلمس مواطن العبر والدروس من حياتهم.
والعجب ممن استعاض بغير القرآن والسنة وهدي السلف سبيلا لمعرفة الحقيقة. فهذه آيات الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم خير شاهد على منزلة هذا الجيل المثالي الذي اختاره الله عز وجل لخير أنبيائه، فلا أدل على ذلك من قوله عز وجل: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} [التوبة:100].
فلا غرابة أن يقول فيهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ((خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم ، ثم الذي يلونهم)). حتى شهدت كلمات الرعيل الأول من التابعين دعوة للإقتداء بهم وتتبع سيرهم ومواقفهم، بل جعل البعض حبهم ومعرفة فضلهم من السنة، وجعلها آخرون فريضة. وكان بعض السلف يُعلمون أولادهم حبهم ، كما يُعلمونهم السورة من القرآن.
وهذا الكتاب الذي بين أيدبنا والذي يعد باكورة إنتاج الشيخ عبدالرؤوف بن عبدالنور الكوخردي…حفظه الله ترجمة صادقة لما ذكرناه.
وإذ يسعد جمعية الآل والأصحاب أن تضعه بين أيدي القراء متأملة في تنشأة أجيال تشب على نهج هؤلاء العظماء وتصحيح مفاهيم خاطئة رانت على عقول البعض لعل الله أن يهيئ من أمر هذه الأمة من يسير على دربهم، أملاً في عودة أمجادها بعد أن تكالب عليها الأعداء.
وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا الله، أستغفرك وأتوب إليك، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
لتصفح الكتاب : اضغط هنا
لتحميل الكتاب : اضغط هنا