قبل زهاء ألف وأربع مئة سنة من الزمن ، فُجعت الأمة الإسلامية قاطبة ودمي قلبها لمقتل حفيد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وريحانته من الدنيا ، الإمام الحسين بن علي (رضي الله عنه وأرضاه) ، وذلك على يد طغمة غاشمة ظالمة ، لا ترعى حق الله (سبحانه وتعالى) ولا حق رسوله (صلى الله عليه وسلم) في عترته الأطهار . فلم يبق مؤمن على وجه البسيطة في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا وحزن حزناً شديداً على هذا الخبر الأليم ، إذ أن محبة الحسين (رضي الله عنه) هي من محبة النبي (صلى الله عليه وسلم) الذي قال : «حسين مني وأنا من حسين . أحبّ الله من أحب حسيناً . حسين سبط من الأسباط» .
وقد ألصق أعداء الدين تهمة قتل الحسين (رضي الله عنه) بأهل السنة والجماعة ، وزعموا وافتروا عليهم أنهم مبغضون لآل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) وأنهم قد أيّدوا قتل الحسين وسعوا فيه ؛ وأهل السنة بريئون من ذلك براءة الذئب من دم يوسف (عليه السلام) . بل إن عقيدة أهل السنة والجماعة تنص على وجوب محبة الحسين وجميع آل بيت النبوة (رضي الله عنهم) ، وأن محبتهم من الإيمان الواجب ، وهي فرع عن محبة النبي (صلى الله عليه وسلم) .
قال ابن تيمية (رحمه الله) :
وأما قتل الحسين [رضي الله عنه] ، فلا ريب أنه قُتل مظلوماً شهيداً ، كما قُتل أشباهه من المظلومين الشهداء ؛ وقَتْل الحسين معصية لله ولرسوله ممن قتله أو أعان على قتله أو رضي بذلك ؛ وهو معصية أُصيب بها المسلمون من أهله وغير أهله ، وهو في حقه شهادة له ورفعة درجة وعلو منـزلة . فإنه وأخاه سبقت لهما من الله السعادة ، التي لا تُنال إلا بنوع من البلاء ، ولم يكن لهما من السوابق ما لأهل بيوتهما ، فإنهما تربّيا في حجر الإسلام في عز وأمان ، فمات هذا مسموماً وهذا مقتولاً ، لينالا بذلك منازل السعداء وعيش الشهداء
وقال ابن كثير (رحمه الله) :
وكل مسلم ينبغي أن يحزنه قتله [رضي الله عنه] ، فإنه من سادات المسلمين ، وعلماء الصحابة وابن بنت رسول الله ، التي هي أفضل بناته ، وكان عابداً شجاعاً سخياً
وإنه بمناسبة ذكرى استشهاد الحسين (رضي الله عنه) ، ومساهمة من “جمعية الآل والأصحاب” في مملكة البحرين لبيان الحق من هذه القضية ، ولأجل تعريف الناس بالفضل العظيم للحسين (رضي الله عنه) ومكانته العالية عند أهل السنة والجماعة ، فإنها تهديكم هذه المقاطع المرئية القصيرة المختارة لكم :